Description
كل الأمم لها تـراث كبيـر، هذا التـراث له ملمحان بيّنان، الأوَّل منوّر بمصـابيح الحضـارة والتقدم والعلـوم والمعارف، والأخر مظلم مدلهم، يحكي روايــات التخـلّف والجهـل، والأسـاطير، والخرّافات. وتراث أمّتنا لا يختلف عن تراث الأمم الأخرى، فيه ما فاض على الدنيا حين من الدهر بالعلوم والحضارة، فصار مصدر فخرنا واعتزازنا، فكانت العلوم وقتئذ لا تتكلم غير العربيّة؛ وفيه جانب ظليم حالك اكتظ بالخلافات والمصارع والحروب الأهليّة، وإنكار حق الأخر المخالف في الدين والمذهب والطائفة.
لذلك، تبقى القراءة الواعية للنصوص التراثيّة مطلب كل شريف باحث عن الحقيقة، التي يستند إليها مدار النظر القويم، ومسار الفكر السليم. فقد غصت متون كتب تراثنـا بـالغث والسميـن، والبخس والثمين؛ مما أوجد قراءات فيها كثير من التمحل، والانحراف الطـائفيّ والمذهبيّ، التي من شأنها أن تجعل أقدام قارئـها تزل في أوحال التأويلات الأيدولوجيّة غير النزيهة، إن لم يكن قارئا حصيفًََََا، وذاكرا في الوقت ذاته قوله تعالى: ﴿لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون﴾.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.